1- الحَمْدُ لِلّهِ عَلَى صِلاَتِـهِ
ثُمَّ سَلاَمُ اللهِ مَـعْ صَلاَتِـهِ
2- عَلَى نَبِيّ جَاءَ بِالتَّوْحِيدِ
وَقَدْ عَرَى الدِّينُ عَنِ التَّوْحِيدِ
3- فَأَرْشدَ الخَلْقَ لِدِينِ الحَقِّ
بِسَيْفِـهِ وَهَدْيِـهِ لِلـحَـقِّ
4- مُحَمَّدِ الْعَاقِبْ لِرُسْلِ رَبِّهِ
وَآلِـهِ وَصْحِبِـهِ وَحِزْبِـهِ
__________________
5- وَبَعْدُ: فَالْعِلْمُ بأَصْلِ الدِّيـنِ
مُحَـتَـمٌ يَحْـتَـاجُ لِلتَّبْيِـيـن
6- لكِنْ مِنَ التَّطْوِيِل كَلَّتِ الْهِمَمْ
فَصَارَ فِيهِ الاِخْتِصَـارُ مُلْتَـزَمْ
7- وَهـذِهِ أُرْجُـورَةٌ لَقَّبْتُهَـا:
[جوْهَرَةَ التَّوْحِيدِ]. قَدْ هَذَّبْتُهَـا
8- وَاللهَ أَرْجُو فِي الْقَبُولِ نَافِعًا
بِهَا مُرِيدًا فِي الثَّـوابِ طَامِعًـا
__________________
9- فَكُلُّ مَنْ كُلَّـفَ شَرْعًـا وَجَبَـا
عَلَيْهِ أَنْ يَعْـرِفَ: مَـا قَـدْ وَجَبَـا
10- لِلّـهِ وَالجَائـرَ وَالمُمْتَنِـعَـا
وَمِـثْـلَ ذَا لِرُسْـلِـهِ فَاسْتَمِـعَـا
11- إِذْ كُلُّ مَنْ قَلَّدَ فِـي التَوْحِيـدِ
إِيمَانُـهُ لَـمْ يَخْـلُ مِـنْ تَـرْدِيـدِ
12- فَفِيهِ بَعْضُ الْقَوْمِ يَحْكِي الخُلْفَا
وَبَعْضُهُـمْ حَقَّـقَ فِيـهِ الْكَشْـفَـا
13- فَقَالَ: إِنْ يَجْزِمْ بِقَوْلِ الْغَيْـرِ
كَفَى وَإِلا لَـمْ يَـزَلْ فِـي الضَّيْـرِ
14- وَاجْزِمْ بِأَنَّ أَوَّلاً مِمَّـا يَجِـبْ
مَعَرِفَـةٌ وَفِيـهِ خُلْـفٌ مُنْتَـصِـبْ
15- فَانْظُرْ إِلَى نَفْسِكَ ثُـمَّ انْتَقِـلِ
لِلْعَالـمَ العُلـوِيِّ ثُــمَّ السُّفْـلِـي
16- تَجِدْ بِهِ صُنْعًا بَدِيـعَ الْحِكَـمِ
لكِـنْ بِـهِ قـامَ دَلِـيـلُ الْـعَـدَمِ
17- وَكُلُّ مَا جَـازَ عَلَيْـهِ الْعَـدَمُ
عَلَيْـهِ قَطْعًـا يَسْتَحِيـلُ الْـقِـدَمُ
18- وَفَسِّرَ اْلإِيمَـانُ: بِالتَّصْدِيـقِ
وَالنُّطْقُ فِيـهِ الخَلْـفُ بِالتَّحْقِيـقِ
19- فَقِيلَ: شَرْطٌ كالْعَمَلْ. وَقِيلَ: بَلْ
شَطْرٌ وَالإِسْلاَمِ اشْرَحَـنَّ بِالْعَمَـلْ
20- مِثَالُ هذَا: الحَـجُّ وَالصَّـلاَةُ
كَـذَا الصِّيَـامُ فَــادْرِ وَالـزَّكـاةُ
21- وَرُجِّحَـتْ: زيَـادَةُ اْلإِيمَـانِ
بِمَـا تَزِيـدُ طَـاعَـةُ اْلإِنْـسَـانِ
22- وَنَقَصُهُ بِنَقْصهَا. وَقِيـلَ: لاَ
وَقِيـلَ لاَ. خُلْـفَ كَـذَا قَـدْ نقـلاَ
23- فَوَاجبٌ لهُ: الْوُجُـودُ وَالْقِـدَمْ
كَـذَا بَقَـاءٌ لاَ يُـشَـابُ بِالْـعَـدَمْ
24- وَأَنَّـهُ لِمَـا يَنَـالُ الْـعَـدَمُ
مُخَالـفٌ بُرْهَـانُ هــذَا الْـقِـدَمُ
25- قِيَامُـهُ بِالنَّفـس وَحْدَانـيَّـهْ
مُنَـزَّهًـا أَوْصَـافُــهُ سَـنِـيَّـهْ
26- عَنْ ضِدٍّ أَوْ شِبْهٍ شَرِيكٍ مُطْلَقَا
وَوَالَـدٍ كَـذَا الْوَلَـدْ وَاْلأَصْـدِقَـا
27- وَقُــدْرَةٌ إِرَادَةٌ وَغَـايَـرَتْ
أَمْرًا وَعِلْمًا وَالرِّضَـا كمـا ثَبَـتْ
28- وَعِلْمُـهُ وَلاَ يُقَـالُ مُكْتَسَـبْ
فَاتْبَعْ سِبِيلَ الحَقِّ وَاطـرَحِ الرِّيَـبْ
29- حَيَاتُهُ كَـذَا الْكَـلاَمُ السَّمْـعُ
ثُمَّ الْبَصَـرْ بَـذِي أَتَانَـا السَّمْـعُ
30- فَهَلْ لَـهُ إِدْرَاكٌ أًوْ لاَ خُلْـفُ
وَعِنْـدَ قَـوْمٍ صَـحَّ فِيـهِ الْوَقْـفُ
31 - حَـيٌّ عَلِيـمٌ قـادِرٌ مُرِيـدُ
سَمِـعْ بَصِيـرٌ مَـا يَشَـا يُـرِيـدُ
32- مُتْكَلِّـمٌ ثُـمَّ صِفَـاتُ الـذَّاتِ
لَيْسَـتْ بِغَيْـرٍ أَوْ بِعَيْـنِ الــذَّاتِ
33- فَقُـدْرةٌ بِمُمْـكِـنٍ تَعَلَّـقَـتْ
بِـلاَ تَنَاهِـي مَـا بِـهِ تَعَلَّـقَـتْ
34- وَوَحْدَةً أَوْحِتْ لَهَا وَمِثْـلُ ذِي
إِرَادَةٌ وَالْعِلْـمُ لـكِـنْ عَــمَّ ذِى
35- وَعَمَّ أَيْضًا وَاجِبًـا وَالمُمْتَنِـعْ
وَمِـثـلُ ذَا كَـلاَمُـهُ فَلْنَـتَّـبِـعْ
36- وَكُلُّ مَوْجُودٍ أَنِطْ لِلسَّمْعِ بِـهْ
كَذَا الْبَصَرْ إِدْرَاكُـهُ إِنْ قِيـلَ بِـهْ
37- وَغَيْرُ عِلْمٍ هـذِهِ كمـا ثَبَـتْ
ثُـمَّ الحَيَـاةُ مَـا بشَـيْ تَعَلَّـقَـتْ
38- وَعِنْدَنَا أَسْمَاوُهُ الْعَظِيمَـهْ
كَـذَا صفَـاتُ ذَاتِـهِ قَدِيـمَـهُ
39- وَاخْتِيرَ أَنَّ اسْمَاهُ تَوقِيفِيَّهْ
كَذَا الصِّفَاتُ فاحْفَـظِ السَّمْعْيَّـهْ
40- وَكُلُّ نَصٍ أَوْهَمَ التَّشْبِيهَـا
أَوِّلْـهُ أَوْ فَـوِّضْ وَرُمْ تَنْزِيهَـا
41- وَنَزّهِ الْقُـرْآنَ أَيْ كَلاَمَـهْ
عَنِ الحُدُوثِ وَأحْـذَرِ انِتْقَامَـهْ
42- وَكُلُّ نَـصٍ لِلْحُـدُوثِ دَلاَّ
اِحْمِلْ عَلَى اللَّفْظِ الـذَّي قَـدْ دَلاَّ
43- وَيَسْتَحِيلُ ضِدُّ ذِى الصِّفَات
فِي حَقِّهِ كالْكَوْن فِـي الْجِهَـاتِ
44- وَجَائِزٌ فِي حقِّهِ مَا أَمْكَنَـا
إِيجَادًا إعْدَامًـا كَرَزْقِـهِ الْغِنَـا
45- فَخَالِقٌ لِعَبَدْه وَمَـا عَمِـلْ
مُوَفِّـقٌ لِمَـنْ أَرَادَ أَنْ يَـصِـلُ
46- وَخَـاذِلٌ لِمَـنْ أَرَادَ بُعْـدَهُ
وَمُنْجِـزٌ لِـمَـنْ أَرَادَ وَعْــدَهُ
47- فَوْزُ السَّعِيدِ عِنْدَهُ فِي اْلأَزّلِ
كَـذَا الشَّقُّـيِ ثُـمَّ لَـمْ يَنْتَقِـلِ
48- وَعِنْدَنَا لِلْعَبْدِ كَسْـبٌ كُلِّفَـا
بِهِ وَلكِـنْ لَـمْ يُؤَثِّـرْ فَاعْرِفَـا
49- فَلَيْسَ مَجْبُورًا وَلاَ اخْتِيَارَا
وَلَيْـسَ كَـلاًّ يَفْعَـلُ اخْتِـيَـارَا
50- فَإِنْ يُثِبْنَا فَبِمَحْضِ الْفَضْلِ
وَإِن يُعَـذِّبْ فَبِمَحْـص الْـعَـدْلِ
51- وَقَوْلُهُمْ: إِنَّ الصَّلاَحَ وَاجِبٌ
عَلَيْهِ زُورٌ مَـا عَلَيْـهِ وَاجِـبُ
52- أَلَمْ يَرَوْا إيلاَمَهُ اْلأَطْفَـالاَ
وَشِبْهَهَـا فَـحَـاذِرِ المُـحَـالاَ
53- وَجَائِزٌ عَلَيْهِ خَلْـقُ الشِّـرِّ
وَالْخَيْرِ كالإِسْلاَمِ وَجَهْـلِ الْكُفْـرِ
54- وَوَاجِبٌ إِيمَانُنَـا بِالْقَـدَرِ
وَبِالْقَضَا كما أَتَـى فِـي الْخَبَـرِ
55- وَمِنْهُ أَنْ يُنْظَرَ بِاْلأَبْصَـارِ
لكِنْ بِـلاَ كَيْـفٍ وَلاَ انْحِصَـارِ
56- لِلْمُؤُمِنِينَ إِذْ بِجَائِزْ عُلِّقَـتْ
هـذِا وَلِلْمُخْتَـارِ دُنْيَـا ثَبَتَـتْ
57- وَمِنْهُ: إِرْسَالُ جَمِيعِ الرُّسْلِ
فَلاَ وُجُوبَ بَلْ بِمَحْضِ الْفَضْـلِ
58- لكِنْ بِذَا إِيمَانُنَا قَدْ وَجَبَـا
فَدَعْ هَوَى قَوْمٍ بِهِـمْ قَـدْ لَعِبَـا
59- وَوَاجِبٌ فِي حَقِّهِمْ: الأمَانَةْ
وَصِدْقُهُمْ وَضِفْ لَهَـا الْفَطَانَـهْ
60- وَمِثْلُ ذَا تَبْلِيغُهُمْ لِمَا أَتَـوْا
وَيَسْتَحيـلُ ضِدُّهَـا كمـا رَوَوْا
61- وَجَائِرٌ فِي حَقِّهِمْ كاْلأَكْـلِ
وَكالْجِمَـاعِ لِلنَّسَـا فِـي الْحِـلِّ
62- وَجَامِعٌ مَعْنَى الذَّيِ تَقَـرَّرَا:
شَهَادَتَا اْلإِسْـلاَمِ فَاطْـرَحِ الْمِـرَا
63- وَلَمْ تَكُـنْ نُبْـوَّةٌ مُكْتَسَبَـةْ
وَلَوْ رَقَى فِي الْخَيْرِ أَعْلى عَقَبَـهْ
64- بَلْ ذاكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ لِمَنْ
يَشَـاءُ جَـلَّ اللهُ وَاهِـبُ الِمِنَـنْ
__________________
65- وَأَفْضَلُ الخَلْق عَلَى اْلإِطْـلاَقِ
[نبِيُّنَـا] فَمِـلْ عَــنِ الشِّـقَـاقِ
66- وَاْلأَنْبِيَا يَلُونَـهُ فِـي الْفَضْـلِ
وَبَعْدَهُـمْ ملاَئِـكَـة ذِي الْفَـضْـلِ
67- هذَا وَقَوْمٌ فَصَّلُـوا إِذْ فَضَّلُـوا
وَبَعْضُ كُـلٍّ بَغْضَـهُ قَـدْ يَفْضُـلُ
68- بِالمُعْجِـزَاتِ أُيـدُوا تَكَـرُّمَـا
وَعِصْمَـةَ الْبَـارِي لِكُـلٍّ حَتِّـمَـا
69- وَخُصَّ خَيْرُ الخَلْقِ أَنْ قَدْ تَمَّمَا
بِـهِ الجَمِـيـعَ رَبُّـنَـا وَعَمَّـمَـا
70- بِعْثَتُـهُ فَشَرْعُـهُ لاَ يُنْـسَـخُ
بِغَيْـرهِ حَتَّـى الـزَّمَـانُ يُنْـسَـخُ
71- وَنَسْخُهُ لِشَرْعِ غَيْـرهِ وَقَـعْ
حَتْمًـا أَذَلَّ اللهُ مَـنْ لَــهُ مَـنَـعْ
72- وَنَسْخَ بَعْضِ شَرْعِهِ بِالْبَعَـضِ
أَجِزْ وَمَا فِـي ذَا لَـهُ مِـنْ غَـضٍّ
73- وَمُعْجِزَاتُـهُ كَثِيـرَةٌ غُــرَرْ
مِنْهَـا كَـلاَمُ اللهِ مُعْجِـزُ الْبَـشَـرْ
74- وَاجْزِمْ بِمِعْرَاجِ النَّبِي كما رَوَوْا
وَبَرِّئَـنْ لِعَائِشَـهْ مِـمَّـا رَمَــوْا
__________________
75- وَصَحْبُهُ خَيْرُ الْقُرُونِ فَاسْتَمِعْ
فَتَابِعِـي فَتَـابِـعٌ لِـمَـنْ تَـبِـعْ
76- وَخَيْرُهُمْ مِنْ وُلِّـيَ الْخِلاَفَـهْ
وَأَمْرُهُـمْ فِـي الْفَضْـلِ كالْخِلاَفَـهْ
77- يَلِيهُـمُ قَـوْمٌ كَـرِامٌ بَـرَرَهْ
عِدَّتُهُـمْ سِـتٌّ تَـمَـامُ الْعَـشَـرَهْ
78- فَأَهْلُ بَـدْرٍ الْعَظِيـمِ الشَّـانِ
فَأَهْـلُ أُحْـدٍ بَيْـعَـةِ الـرِّضْـوَانِ
79- وَالسَّابِقُونَ فَضْلُهُمْ نَصًّا عُرِفْ
هذَا وَفِـي تَعْيِينِهِـمْ قَـدِ اخْتُلِـفْ
80- وَأَوِّلِ التَّشَاجُـرَ الـذَّيِ وَرَدْ
إِنْ خُضْتَ فِيهِ وَاجْتَنِبْ دَاءَ الحَسَـدْ
81- وَمَالِـكٌ وَسَـائِـرُ اْلأَئِـمَّـهْ
كَـذَا أَبُـو الْقَاسِـمْ هُـدَاةُ اْلأُمَّـهْ
82- فَوَاجِبٌ تَقْلِيـدُ حَبْـرٍ مِنْهُـمُ
كَـذَا حكـى الْقَـوْمُ بِلَفْـظٍ يُفْهَـمُ
__________________
83- وَأَثْبِتَـنْ لِلأَوْلِيَـا الْكَرَامَـهْ
وَمَـنْ نَقَاهَـا فَانْبـذَنْ كَـلاَمَـهْ
84- وَعِنْدَنَا أَنَّ الدُّعـاءَ يَنْفَـعُ
كما مِنَ الْقُـرْآنِ وَعْـدًا يُسْمـعُ
85- بِكُلِّ عَبْدٍ حَافِظُـونَ وُكِّلُـوا
وَكاتِبُـونَ خِيـرَةٌ لَـنْ يُهْمِلُـوا
86- مِنْ أَمْرِهِ شَيْئًا فَعَلْ وَلَوْ ذَهِلْ
حَتَّى اْلأَنِينَ فِي المَرَضْ كما نُقِـلْ
87- فَحاسِبِ النَّفْسَ وَقِلَّ اْلأَمَـلاَ
فَـرُبَّ مَـنْ جَـدَّ لأِمْـرٍ وَصَـلاَ
88- وَوَاجِـبٌ إِيمَانُـنَـا بِالْـمَـوْتِ
وَيَقْبِـضُ الـرُّوحَ رَسُـولُ الـمَـوْتِ
89- وَمَيِّـتٌ بِعُمْـرِهِ مَــنْ يُقْـتَـلُ
وَغَـيْـرُ هــذَا بَـاطِـلٌ لاَ يُقْـبَـلُ
90- وَفِي فَنَا النفْس لَدَى النَّفْخِ اخْتُلِفْ
وَاسْتَظْهَر السُّبْكِى بقَاهَا اللَّـذْ عُـرفْ
91- عَجْبَ الذَّنَبْ كالرُّوحِ لكِنْ صَحَّحَا
الْـمُـزَنِـيُّ لِلْـبِـلَـى وَوَضَّـحَــا
92- وَكُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ قَـدْ خَصَّصُـوا
عُمُومَـهُ فَاُطْلُـبْ لِمَـا قَـدْ لخَصُـوا
93- وَلاَ تَخُضْ فِي الرُّوحِ إِذْ مَا وَرَدَا
نَـصٌّ مِـنَ الشَّـارِعِ لكِـنْ وُجِــدَا
94- لِمَالِـكٍ هِـيَ صُـورَةٌ كالجَسَـدِ
فَحَسْبُـكَ الـنَّـصُّ بِـهـذَا السَّـنَـدِ
95- والْعَقْلُ كالـرُّوحِ وَلكِـنْ قَـرَّرُوا
فِيـهِ خِلاَفًـا فَانْظُـرَنْ مَـا فَـسَّـرُوا
96- سُؤَالُنَا ثُـمَّ عَـذَابُ الْقَبْـرِ
نَعِيمُـهُ وَاجِـبْ كَبَعْـثِ الحَـشْـرِ
97- وَقُلْ يُعَادُ الْجِسْـمُ بِالتَّحْقِيـقِ
عَنْ عَـدَمٍ وَقِيـلَ عَـنْ تَفْرِيـقِ
98- مَحْضَيْنِ لكِنْ ذَا الْخِلاَفُ خُصَّا
بِاْلأَنْبِيَـا وَمَـنْ عَلَيْهـمْ نُـصَّـا
99- وَفِي إِعَادَةِ الْعَـرَضْ قَـوْلاَنِ
وَرُجِّـحَـتْ إِعَــادَةُ اْلأَعـيْـان
100- وَفِي الزَّمَنْ قَوْلاَنِ وَالْحِسَابُ
حَـقٌ وَمَـا فِـي حَـقٍ ارْتِيَـابُ
101- فَالسَّيِّئَـاتُ عِنْـدَهُ بِالْمِثْـلِ
وَالحَسَنَـاتُ ضُوعَفـتَ بِالْفَضْـلِ
102- وَبِاجْتِنَـابٍ لِلْكَبَائِـرْ تُغْفَـرُ
صَغَائِـرٌ وَجَـا الْوُضُـو يُكَـفِّـرُ
103- وَالْيَوْمُ الآخِرْ ثُمَّ هَوْلُ المَوْقِفِ
حَقٌ فَخَفَّـفْ يَـا رَحِيـمُ وَأَسْعِـفِ
104- وَوَاجِبٌ أَخْذُ الْعِبَادِ الصُّحُفَـا
كمـا مِـنَ الْقُـرْآنِ نَصًّـا عُرِفَـا
105- وَمِثْلُ هذَا: الْوَزْنُ وَالمِيـزَانُ
فَـتُـوزَنُ الْكُـتْـبُ أَوْ اْلأَعْـيَـانُ
106- كَذَا الصِّرَاطُ فَالْعِبَادُ مُخْتَلِـف
مُـرُورُهُـمْ فَسَـالِـمٌ وَمُنْـتَـلِـفْ
107- وَالْعرْشُ وَالْكُرْسِيُّ ثُمَّ الْقَلَـمُ
وَالْكاتِبُـونَ اللَّـوْحُ كُــلٌّ حِـكَـمُ
108- لاَ لاِحْتِيَـاجٍ وَبِهَـا اْلإِيمَـانُ
يَجِـبْ عَلَيْـكَ أَيُّـهَـا اْلإِنْـسَـانُ
109- وَالنَّارُ حَقٌّ أُوجِـدَتْ كالْجَنَّـهْ
فَـلاَ تَـمِـلْ لِجَـاحـدٍ ذِي جِـنَّـهْ
110- دَار خُلُودٍ للسَّعِيـد وَالشَّقِـي
مُـعَـذَّبٌ مُنَـعَّـمٌ مَهْـمَـا بَـقِـى
111- إِيمَانُنَا بَحوْضِ خَيْرِ الرُّسْلِ
حَتْـمُ كمـا جَاءَنَـا فِـي النَّـقْـل
112- يَنَالُ شُرْبًا مِنْهُ أَقْوَامٌ وَفَـوْا
بِعَهْدِهِمْ وَقُـلْ يُـذَادُ مَـنْ طَغَـوْا
113- وَوَاجِبٌ شَفَاعَـةُ المُشَفَّـعِ
[مُحَـمَّـدٍ] مُقَـدَّمًـا لاَ تَـمْـنَـعٍ
114- وَغَيْرُه مِنْ مُرْتَضى اْلأَخْيَارِ
يَشْفَعْ كما قَدْ جَـاءَ فِـي اْلأَخْبَـارِ
115- إِذْ جَائِزٌ غُفْرَانُ غَيْرِ الْكُفْرِ
فَـلاَ نُكَفَّـرْ مُؤْمِـنًـا بِـالْـوزْرِ
116- وَمَنْ يَمُتْ وَلَمْ يَتُبْ مِنْ ذنْبِهِ
فَـأَمْـرُهُ مُـفَــوَّضٌ لِـرَبِّــهِ
117- وَوَاجِبٌ تَعَذِيبُ بَعْضٍ ارْتَكَبْ
كَبِيـرَةً ثُـمَّ الْخُـلُـودُ مُجْتَـنَـبْ
118- وَصِفْ شَهِيدَ الحَرْبِ بِالْحَيَاةِ
وَرِزْقَـهُ مِـنْ مُشْتَهـى الجَنَّـاتِ
ثُمَّ سَلاَمُ اللهِ مَـعْ صَلاَتِـهِ
2- عَلَى نَبِيّ جَاءَ بِالتَّوْحِيدِ
وَقَدْ عَرَى الدِّينُ عَنِ التَّوْحِيدِ
3- فَأَرْشدَ الخَلْقَ لِدِينِ الحَقِّ
بِسَيْفِـهِ وَهَدْيِـهِ لِلـحَـقِّ
4- مُحَمَّدِ الْعَاقِبْ لِرُسْلِ رَبِّهِ
وَآلِـهِ وَصْحِبِـهِ وَحِزْبِـهِ
__________________
5- وَبَعْدُ: فَالْعِلْمُ بأَصْلِ الدِّيـنِ
مُحَـتَـمٌ يَحْـتَـاجُ لِلتَّبْيِـيـن
6- لكِنْ مِنَ التَّطْوِيِل كَلَّتِ الْهِمَمْ
فَصَارَ فِيهِ الاِخْتِصَـارُ مُلْتَـزَمْ
7- وَهـذِهِ أُرْجُـورَةٌ لَقَّبْتُهَـا:
[جوْهَرَةَ التَّوْحِيدِ]. قَدْ هَذَّبْتُهَـا
8- وَاللهَ أَرْجُو فِي الْقَبُولِ نَافِعًا
بِهَا مُرِيدًا فِي الثَّـوابِ طَامِعًـا
__________________
9- فَكُلُّ مَنْ كُلَّـفَ شَرْعًـا وَجَبَـا
عَلَيْهِ أَنْ يَعْـرِفَ: مَـا قَـدْ وَجَبَـا
10- لِلّـهِ وَالجَائـرَ وَالمُمْتَنِـعَـا
وَمِـثْـلَ ذَا لِرُسْـلِـهِ فَاسْتَمِـعَـا
11- إِذْ كُلُّ مَنْ قَلَّدَ فِـي التَوْحِيـدِ
إِيمَانُـهُ لَـمْ يَخْـلُ مِـنْ تَـرْدِيـدِ
12- فَفِيهِ بَعْضُ الْقَوْمِ يَحْكِي الخُلْفَا
وَبَعْضُهُـمْ حَقَّـقَ فِيـهِ الْكَشْـفَـا
13- فَقَالَ: إِنْ يَجْزِمْ بِقَوْلِ الْغَيْـرِ
كَفَى وَإِلا لَـمْ يَـزَلْ فِـي الضَّيْـرِ
14- وَاجْزِمْ بِأَنَّ أَوَّلاً مِمَّـا يَجِـبْ
مَعَرِفَـةٌ وَفِيـهِ خُلْـفٌ مُنْتَـصِـبْ
15- فَانْظُرْ إِلَى نَفْسِكَ ثُـمَّ انْتَقِـلِ
لِلْعَالـمَ العُلـوِيِّ ثُــمَّ السُّفْـلِـي
16- تَجِدْ بِهِ صُنْعًا بَدِيـعَ الْحِكَـمِ
لكِـنْ بِـهِ قـامَ دَلِـيـلُ الْـعَـدَمِ
17- وَكُلُّ مَا جَـازَ عَلَيْـهِ الْعَـدَمُ
عَلَيْـهِ قَطْعًـا يَسْتَحِيـلُ الْـقِـدَمُ
18- وَفَسِّرَ اْلإِيمَـانُ: بِالتَّصْدِيـقِ
وَالنُّطْقُ فِيـهِ الخَلْـفُ بِالتَّحْقِيـقِ
19- فَقِيلَ: شَرْطٌ كالْعَمَلْ. وَقِيلَ: بَلْ
شَطْرٌ وَالإِسْلاَمِ اشْرَحَـنَّ بِالْعَمَـلْ
20- مِثَالُ هذَا: الحَـجُّ وَالصَّـلاَةُ
كَـذَا الصِّيَـامُ فَــادْرِ وَالـزَّكـاةُ
21- وَرُجِّحَـتْ: زيَـادَةُ اْلإِيمَـانِ
بِمَـا تَزِيـدُ طَـاعَـةُ اْلإِنْـسَـانِ
22- وَنَقَصُهُ بِنَقْصهَا. وَقِيـلَ: لاَ
وَقِيـلَ لاَ. خُلْـفَ كَـذَا قَـدْ نقـلاَ
23- فَوَاجبٌ لهُ: الْوُجُـودُ وَالْقِـدَمْ
كَـذَا بَقَـاءٌ لاَ يُـشَـابُ بِالْـعَـدَمْ
24- وَأَنَّـهُ لِمَـا يَنَـالُ الْـعَـدَمُ
مُخَالـفٌ بُرْهَـانُ هــذَا الْـقِـدَمُ
25- قِيَامُـهُ بِالنَّفـس وَحْدَانـيَّـهْ
مُنَـزَّهًـا أَوْصَـافُــهُ سَـنِـيَّـهْ
26- عَنْ ضِدٍّ أَوْ شِبْهٍ شَرِيكٍ مُطْلَقَا
وَوَالَـدٍ كَـذَا الْوَلَـدْ وَاْلأَصْـدِقَـا
27- وَقُــدْرَةٌ إِرَادَةٌ وَغَـايَـرَتْ
أَمْرًا وَعِلْمًا وَالرِّضَـا كمـا ثَبَـتْ
28- وَعِلْمُـهُ وَلاَ يُقَـالُ مُكْتَسَـبْ
فَاتْبَعْ سِبِيلَ الحَقِّ وَاطـرَحِ الرِّيَـبْ
29- حَيَاتُهُ كَـذَا الْكَـلاَمُ السَّمْـعُ
ثُمَّ الْبَصَـرْ بَـذِي أَتَانَـا السَّمْـعُ
30- فَهَلْ لَـهُ إِدْرَاكٌ أًوْ لاَ خُلْـفُ
وَعِنْـدَ قَـوْمٍ صَـحَّ فِيـهِ الْوَقْـفُ
31 - حَـيٌّ عَلِيـمٌ قـادِرٌ مُرِيـدُ
سَمِـعْ بَصِيـرٌ مَـا يَشَـا يُـرِيـدُ
32- مُتْكَلِّـمٌ ثُـمَّ صِفَـاتُ الـذَّاتِ
لَيْسَـتْ بِغَيْـرٍ أَوْ بِعَيْـنِ الــذَّاتِ
33- فَقُـدْرةٌ بِمُمْـكِـنٍ تَعَلَّـقَـتْ
بِـلاَ تَنَاهِـي مَـا بِـهِ تَعَلَّـقَـتْ
34- وَوَحْدَةً أَوْحِتْ لَهَا وَمِثْـلُ ذِي
إِرَادَةٌ وَالْعِلْـمُ لـكِـنْ عَــمَّ ذِى
35- وَعَمَّ أَيْضًا وَاجِبًـا وَالمُمْتَنِـعْ
وَمِـثـلُ ذَا كَـلاَمُـهُ فَلْنَـتَّـبِـعْ
36- وَكُلُّ مَوْجُودٍ أَنِطْ لِلسَّمْعِ بِـهْ
كَذَا الْبَصَرْ إِدْرَاكُـهُ إِنْ قِيـلَ بِـهْ
37- وَغَيْرُ عِلْمٍ هـذِهِ كمـا ثَبَـتْ
ثُـمَّ الحَيَـاةُ مَـا بشَـيْ تَعَلَّـقَـتْ
38- وَعِنْدَنَا أَسْمَاوُهُ الْعَظِيمَـهْ
كَـذَا صفَـاتُ ذَاتِـهِ قَدِيـمَـهُ
39- وَاخْتِيرَ أَنَّ اسْمَاهُ تَوقِيفِيَّهْ
كَذَا الصِّفَاتُ فاحْفَـظِ السَّمْعْيَّـهْ
40- وَكُلُّ نَصٍ أَوْهَمَ التَّشْبِيهَـا
أَوِّلْـهُ أَوْ فَـوِّضْ وَرُمْ تَنْزِيهَـا
41- وَنَزّهِ الْقُـرْآنَ أَيْ كَلاَمَـهْ
عَنِ الحُدُوثِ وَأحْـذَرِ انِتْقَامَـهْ
42- وَكُلُّ نَـصٍ لِلْحُـدُوثِ دَلاَّ
اِحْمِلْ عَلَى اللَّفْظِ الـذَّي قَـدْ دَلاَّ
43- وَيَسْتَحِيلُ ضِدُّ ذِى الصِّفَات
فِي حَقِّهِ كالْكَوْن فِـي الْجِهَـاتِ
44- وَجَائِزٌ فِي حقِّهِ مَا أَمْكَنَـا
إِيجَادًا إعْدَامًـا كَرَزْقِـهِ الْغِنَـا
45- فَخَالِقٌ لِعَبَدْه وَمَـا عَمِـلْ
مُوَفِّـقٌ لِمَـنْ أَرَادَ أَنْ يَـصِـلُ
46- وَخَـاذِلٌ لِمَـنْ أَرَادَ بُعْـدَهُ
وَمُنْجِـزٌ لِـمَـنْ أَرَادَ وَعْــدَهُ
47- فَوْزُ السَّعِيدِ عِنْدَهُ فِي اْلأَزّلِ
كَـذَا الشَّقُّـيِ ثُـمَّ لَـمْ يَنْتَقِـلِ
48- وَعِنْدَنَا لِلْعَبْدِ كَسْـبٌ كُلِّفَـا
بِهِ وَلكِـنْ لَـمْ يُؤَثِّـرْ فَاعْرِفَـا
49- فَلَيْسَ مَجْبُورًا وَلاَ اخْتِيَارَا
وَلَيْـسَ كَـلاًّ يَفْعَـلُ اخْتِـيَـارَا
50- فَإِنْ يُثِبْنَا فَبِمَحْضِ الْفَضْلِ
وَإِن يُعَـذِّبْ فَبِمَحْـص الْـعَـدْلِ
51- وَقَوْلُهُمْ: إِنَّ الصَّلاَحَ وَاجِبٌ
عَلَيْهِ زُورٌ مَـا عَلَيْـهِ وَاجِـبُ
52- أَلَمْ يَرَوْا إيلاَمَهُ اْلأَطْفَـالاَ
وَشِبْهَهَـا فَـحَـاذِرِ المُـحَـالاَ
53- وَجَائِزٌ عَلَيْهِ خَلْـقُ الشِّـرِّ
وَالْخَيْرِ كالإِسْلاَمِ وَجَهْـلِ الْكُفْـرِ
54- وَوَاجِبٌ إِيمَانُنَـا بِالْقَـدَرِ
وَبِالْقَضَا كما أَتَـى فِـي الْخَبَـرِ
55- وَمِنْهُ أَنْ يُنْظَرَ بِاْلأَبْصَـارِ
لكِنْ بِـلاَ كَيْـفٍ وَلاَ انْحِصَـارِ
56- لِلْمُؤُمِنِينَ إِذْ بِجَائِزْ عُلِّقَـتْ
هـذِا وَلِلْمُخْتَـارِ دُنْيَـا ثَبَتَـتْ
57- وَمِنْهُ: إِرْسَالُ جَمِيعِ الرُّسْلِ
فَلاَ وُجُوبَ بَلْ بِمَحْضِ الْفَضْـلِ
58- لكِنْ بِذَا إِيمَانُنَا قَدْ وَجَبَـا
فَدَعْ هَوَى قَوْمٍ بِهِـمْ قَـدْ لَعِبَـا
59- وَوَاجِبٌ فِي حَقِّهِمْ: الأمَانَةْ
وَصِدْقُهُمْ وَضِفْ لَهَـا الْفَطَانَـهْ
60- وَمِثْلُ ذَا تَبْلِيغُهُمْ لِمَا أَتَـوْا
وَيَسْتَحيـلُ ضِدُّهَـا كمـا رَوَوْا
61- وَجَائِرٌ فِي حَقِّهِمْ كاْلأَكْـلِ
وَكالْجِمَـاعِ لِلنَّسَـا فِـي الْحِـلِّ
62- وَجَامِعٌ مَعْنَى الذَّيِ تَقَـرَّرَا:
شَهَادَتَا اْلإِسْـلاَمِ فَاطْـرَحِ الْمِـرَا
63- وَلَمْ تَكُـنْ نُبْـوَّةٌ مُكْتَسَبَـةْ
وَلَوْ رَقَى فِي الْخَيْرِ أَعْلى عَقَبَـهْ
64- بَلْ ذاكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ لِمَنْ
يَشَـاءُ جَـلَّ اللهُ وَاهِـبُ الِمِنَـنْ
__________________
65- وَأَفْضَلُ الخَلْق عَلَى اْلإِطْـلاَقِ
[نبِيُّنَـا] فَمِـلْ عَــنِ الشِّـقَـاقِ
66- وَاْلأَنْبِيَا يَلُونَـهُ فِـي الْفَضْـلِ
وَبَعْدَهُـمْ ملاَئِـكَـة ذِي الْفَـضْـلِ
67- هذَا وَقَوْمٌ فَصَّلُـوا إِذْ فَضَّلُـوا
وَبَعْضُ كُـلٍّ بَغْضَـهُ قَـدْ يَفْضُـلُ
68- بِالمُعْجِـزَاتِ أُيـدُوا تَكَـرُّمَـا
وَعِصْمَـةَ الْبَـارِي لِكُـلٍّ حَتِّـمَـا
69- وَخُصَّ خَيْرُ الخَلْقِ أَنْ قَدْ تَمَّمَا
بِـهِ الجَمِـيـعَ رَبُّـنَـا وَعَمَّـمَـا
70- بِعْثَتُـهُ فَشَرْعُـهُ لاَ يُنْـسَـخُ
بِغَيْـرهِ حَتَّـى الـزَّمَـانُ يُنْـسَـخُ
71- وَنَسْخُهُ لِشَرْعِ غَيْـرهِ وَقَـعْ
حَتْمًـا أَذَلَّ اللهُ مَـنْ لَــهُ مَـنَـعْ
72- وَنَسْخَ بَعْضِ شَرْعِهِ بِالْبَعَـضِ
أَجِزْ وَمَا فِـي ذَا لَـهُ مِـنْ غَـضٍّ
73- وَمُعْجِزَاتُـهُ كَثِيـرَةٌ غُــرَرْ
مِنْهَـا كَـلاَمُ اللهِ مُعْجِـزُ الْبَـشَـرْ
74- وَاجْزِمْ بِمِعْرَاجِ النَّبِي كما رَوَوْا
وَبَرِّئَـنْ لِعَائِشَـهْ مِـمَّـا رَمَــوْا
__________________
75- وَصَحْبُهُ خَيْرُ الْقُرُونِ فَاسْتَمِعْ
فَتَابِعِـي فَتَـابِـعٌ لِـمَـنْ تَـبِـعْ
76- وَخَيْرُهُمْ مِنْ وُلِّـيَ الْخِلاَفَـهْ
وَأَمْرُهُـمْ فِـي الْفَضْـلِ كالْخِلاَفَـهْ
77- يَلِيهُـمُ قَـوْمٌ كَـرِامٌ بَـرَرَهْ
عِدَّتُهُـمْ سِـتٌّ تَـمَـامُ الْعَـشَـرَهْ
78- فَأَهْلُ بَـدْرٍ الْعَظِيـمِ الشَّـانِ
فَأَهْـلُ أُحْـدٍ بَيْـعَـةِ الـرِّضْـوَانِ
79- وَالسَّابِقُونَ فَضْلُهُمْ نَصًّا عُرِفْ
هذَا وَفِـي تَعْيِينِهِـمْ قَـدِ اخْتُلِـفْ
80- وَأَوِّلِ التَّشَاجُـرَ الـذَّيِ وَرَدْ
إِنْ خُضْتَ فِيهِ وَاجْتَنِبْ دَاءَ الحَسَـدْ
81- وَمَالِـكٌ وَسَـائِـرُ اْلأَئِـمَّـهْ
كَـذَا أَبُـو الْقَاسِـمْ هُـدَاةُ اْلأُمَّـهْ
82- فَوَاجِبٌ تَقْلِيـدُ حَبْـرٍ مِنْهُـمُ
كَـذَا حكـى الْقَـوْمُ بِلَفْـظٍ يُفْهَـمُ
__________________
83- وَأَثْبِتَـنْ لِلأَوْلِيَـا الْكَرَامَـهْ
وَمَـنْ نَقَاهَـا فَانْبـذَنْ كَـلاَمَـهْ
84- وَعِنْدَنَا أَنَّ الدُّعـاءَ يَنْفَـعُ
كما مِنَ الْقُـرْآنِ وَعْـدًا يُسْمـعُ
85- بِكُلِّ عَبْدٍ حَافِظُـونَ وُكِّلُـوا
وَكاتِبُـونَ خِيـرَةٌ لَـنْ يُهْمِلُـوا
86- مِنْ أَمْرِهِ شَيْئًا فَعَلْ وَلَوْ ذَهِلْ
حَتَّى اْلأَنِينَ فِي المَرَضْ كما نُقِـلْ
87- فَحاسِبِ النَّفْسَ وَقِلَّ اْلأَمَـلاَ
فَـرُبَّ مَـنْ جَـدَّ لأِمْـرٍ وَصَـلاَ
88- وَوَاجِـبٌ إِيمَانُـنَـا بِالْـمَـوْتِ
وَيَقْبِـضُ الـرُّوحَ رَسُـولُ الـمَـوْتِ
89- وَمَيِّـتٌ بِعُمْـرِهِ مَــنْ يُقْـتَـلُ
وَغَـيْـرُ هــذَا بَـاطِـلٌ لاَ يُقْـبَـلُ
90- وَفِي فَنَا النفْس لَدَى النَّفْخِ اخْتُلِفْ
وَاسْتَظْهَر السُّبْكِى بقَاهَا اللَّـذْ عُـرفْ
91- عَجْبَ الذَّنَبْ كالرُّوحِ لكِنْ صَحَّحَا
الْـمُـزَنِـيُّ لِلْـبِـلَـى وَوَضَّـحَــا
92- وَكُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ قَـدْ خَصَّصُـوا
عُمُومَـهُ فَاُطْلُـبْ لِمَـا قَـدْ لخَصُـوا
93- وَلاَ تَخُضْ فِي الرُّوحِ إِذْ مَا وَرَدَا
نَـصٌّ مِـنَ الشَّـارِعِ لكِـنْ وُجِــدَا
94- لِمَالِـكٍ هِـيَ صُـورَةٌ كالجَسَـدِ
فَحَسْبُـكَ الـنَّـصُّ بِـهـذَا السَّـنَـدِ
95- والْعَقْلُ كالـرُّوحِ وَلكِـنْ قَـرَّرُوا
فِيـهِ خِلاَفًـا فَانْظُـرَنْ مَـا فَـسَّـرُوا
96- سُؤَالُنَا ثُـمَّ عَـذَابُ الْقَبْـرِ
نَعِيمُـهُ وَاجِـبْ كَبَعْـثِ الحَـشْـرِ
97- وَقُلْ يُعَادُ الْجِسْـمُ بِالتَّحْقِيـقِ
عَنْ عَـدَمٍ وَقِيـلَ عَـنْ تَفْرِيـقِ
98- مَحْضَيْنِ لكِنْ ذَا الْخِلاَفُ خُصَّا
بِاْلأَنْبِيَـا وَمَـنْ عَلَيْهـمْ نُـصَّـا
99- وَفِي إِعَادَةِ الْعَـرَضْ قَـوْلاَنِ
وَرُجِّـحَـتْ إِعَــادَةُ اْلأَعـيْـان
100- وَفِي الزَّمَنْ قَوْلاَنِ وَالْحِسَابُ
حَـقٌ وَمَـا فِـي حَـقٍ ارْتِيَـابُ
101- فَالسَّيِّئَـاتُ عِنْـدَهُ بِالْمِثْـلِ
وَالحَسَنَـاتُ ضُوعَفـتَ بِالْفَضْـلِ
102- وَبِاجْتِنَـابٍ لِلْكَبَائِـرْ تُغْفَـرُ
صَغَائِـرٌ وَجَـا الْوُضُـو يُكَـفِّـرُ
103- وَالْيَوْمُ الآخِرْ ثُمَّ هَوْلُ المَوْقِفِ
حَقٌ فَخَفَّـفْ يَـا رَحِيـمُ وَأَسْعِـفِ
104- وَوَاجِبٌ أَخْذُ الْعِبَادِ الصُّحُفَـا
كمـا مِـنَ الْقُـرْآنِ نَصًّـا عُرِفَـا
105- وَمِثْلُ هذَا: الْوَزْنُ وَالمِيـزَانُ
فَـتُـوزَنُ الْكُـتْـبُ أَوْ اْلأَعْـيَـانُ
106- كَذَا الصِّرَاطُ فَالْعِبَادُ مُخْتَلِـف
مُـرُورُهُـمْ فَسَـالِـمٌ وَمُنْـتَـلِـفْ
107- وَالْعرْشُ وَالْكُرْسِيُّ ثُمَّ الْقَلَـمُ
وَالْكاتِبُـونَ اللَّـوْحُ كُــلٌّ حِـكَـمُ
108- لاَ لاِحْتِيَـاجٍ وَبِهَـا اْلإِيمَـانُ
يَجِـبْ عَلَيْـكَ أَيُّـهَـا اْلإِنْـسَـانُ
109- وَالنَّارُ حَقٌّ أُوجِـدَتْ كالْجَنَّـهْ
فَـلاَ تَـمِـلْ لِجَـاحـدٍ ذِي جِـنَّـهْ
110- دَار خُلُودٍ للسَّعِيـد وَالشَّقِـي
مُـعَـذَّبٌ مُنَـعَّـمٌ مَهْـمَـا بَـقِـى
111- إِيمَانُنَا بَحوْضِ خَيْرِ الرُّسْلِ
حَتْـمُ كمـا جَاءَنَـا فِـي النَّـقْـل
112- يَنَالُ شُرْبًا مِنْهُ أَقْوَامٌ وَفَـوْا
بِعَهْدِهِمْ وَقُـلْ يُـذَادُ مَـنْ طَغَـوْا
113- وَوَاجِبٌ شَفَاعَـةُ المُشَفَّـعِ
[مُحَـمَّـدٍ] مُقَـدَّمًـا لاَ تَـمْـنَـعٍ
114- وَغَيْرُه مِنْ مُرْتَضى اْلأَخْيَارِ
يَشْفَعْ كما قَدْ جَـاءَ فِـي اْلأَخْبَـارِ
115- إِذْ جَائِزٌ غُفْرَانُ غَيْرِ الْكُفْرِ
فَـلاَ نُكَفَّـرْ مُؤْمِـنًـا بِـالْـوزْرِ
116- وَمَنْ يَمُتْ وَلَمْ يَتُبْ مِنْ ذنْبِهِ
فَـأَمْـرُهُ مُـفَــوَّضٌ لِـرَبِّــهِ
117- وَوَاجِبٌ تَعَذِيبُ بَعْضٍ ارْتَكَبْ
كَبِيـرَةً ثُـمَّ الْخُـلُـودُ مُجْتَـنَـبْ
118- وَصِفْ شَهِيدَ الحَرْبِ بِالْحَيَاةِ
وَرِزْقَـهُ مِـنْ مُشْتَهـى الجَنَّـاتِ